نصيحة لكل الأساتذة الذين يمارسون مهنة حرق الأعصاب ، مهنة الأمراض المزمنة الفتاكة: ضغط، سكري، أعصاب ... حافظوا على صحتكم من خلال الفصل بين حياتكم العامة في الواقع و بين حياتكم المهنية و أنتم تمارسون مهامكم، لأن المستوى المتدني للتلاميذ قد يدفع البعض منكم إلى القسوة على الذات من خلال لومها و عتابها و التشكيك في قدراتها، و هذا له عواقب وخيمة على الصحة النفسية و البدنية، لذلك تعامل بمهنية و احرص على تقديم الدرس بتجرد و دون انفعال مع ضعف مستوى التلاميذ، فالتلميذ الذي يمتلك الحد الأدنى من الكفايات و القدرات لكي يساير وتيرة الدروس المقررة، سيفهمك و ستظهر عليه آثار مجهوداتك، أما من لا يمتلك حتى مستوى الشهادة الابتدائية، و أنت تدرسه دروس في مستوى الثانوي ، فهذا التلميذ يحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة و نظام تعليمي مكثف و خاص جدا، و أنت لا تملك إلا حجم زمني ضيق و ملزم باستكمال الدروس، فلا تحشر ذاتك في الزاوية التي يريد الكل حشرك فيها، فأنت لست نبيا و لا تملك عصى سحرية، لا تستمع لكل المغرضين الذين يحملون الأساتذة ما آلت إليه المنظومة التعليمية من خراب و تدني المستوى، فقط احرص على تقديم دروسك بمهنية، و احرص على الالتزام بالحضور و بذل مجهود في القسم، مع تطوير أدائك من خلال تكوين ذاتي مستمر، ثم بعد ذلك تصبح الكرة في ملعب التلميذ و الأسرة و الوزارة الوصية، فالتلميذ الذي يعاني من أمراض نفسية و اضطرابات في الشخصية يجب تعيين أخصائي نفسي لتتبعه، و الأسرة التي لا تعرف سوى التناسل و لا تهتم إلا بتوفير الأكل و اللباس، يجب أن تراقب أطفالها و تحرص على تربيتهم و منحهم الحب و الاهتمام و الإرشاد، فالأسرة هي الأقرب إلى التلميذ و هي من يجب أن تراقبه عن كثب، و ألا تتركه فريسة للشارع و وسائل التواصل الاجتماعي، و لذلك فإخلال الأسرة بواجبها يجعل مجهودات الأساتذة تذهب أدراج الرياح، أما الوزارة الوصية فمهمتها السهر على توفير البنيات التحتية و إصلاح منظومة الأجور و التعويضات و الترقيات.
زملائي الأعزاء، إن أغلب الأساتذة تجدهم قابعين في سجن النظرة النمطية و أحكام القيمة السائدة، فيزيد ذلك من حدة لوم و جلد الذات و اتهامها بالتقصير و القسوة عليها، فيدخل الأستاذ في مقدمات مرض الاكتئاب و الضغط و السكري و الأعصاب ... و تذكروا كم من أستاذ مات في الفصل أو خارجه جراء سكتة قلبية أو دماغية ... و لذلك تذكر أيها الأستاذ أن مستواك المهني و المعرفي لا يقاس بمستوى التلميذ، و لا بنسبة النجاح و لا حتى بالمعدلات المحصل عليها، فالذي يدرس تلاميذ يتوفرون على الحد الأدنى من القدرات و الكفايات، سينجح في مهمته دون أن يحرق أعصابه ...
تعليقات
إرسال تعليق